هذه بضاعتنا ردت الينا

من الأمور المهمة التي أشار إليها السيد رفادي في الحوار الذي ننشره هنا  تغير دور المدرسين من “مصدر للمعرفة” إلى “مؤطر” للمعرفة التي أصبحت في متناول المتعلم. وإذا اقتنعنا بأن دور المدرس تغير، فالعملية التعليمية برمتها تحتاج لإعادة نظر.

ذكرني هذا الكلام بندوة لتقديم البنوك التشاركية حيث كان أحد علماء الدين وهو عضو في اللجنة الشرعية عبر عن تراجع مستوى البحوث التي يقدمها الطلاب في الجامعة والتي تقتصر على “نسخ ولصق” ما يقعون عليه في صفحات الويب. وقال مازحا: ” عندما أجد مثل هذا أقول للطالب: لا ينقص إلا أن تروي عن الشيخ غوغل الجليل وتستشهد بالعلامة يوتوب “.

المعرفة أصبحت متوفرة بنسبة كبيرة، لكن السؤال هو ماذا نفعل بها؟ ولعل تحسيس السيد رفادي للشباب بضرورة الانتقال إلى الفعل، وتقمص دور الفاعل بالمبادرة وتحري الإبداع هو التحدي الذي يواجهونه اليوم.

دور مدرسة “احفظ واستظهر” انتهى منذ زمن، ورحم الله مدرسينا الذين كانوا يكتبون في ملاحظاتهم لما يجدون في ورقة الاختبار نفس ما لقنوه للتلميذ بالفاصلة والنقطة عبارة “هذه بضاعتنا ردت إلينا”. فإذا كان هؤلاء رفضوا مقولة إخوة يوسف كمنهجية تعليمية، فإن الأطراف المعنيين بالسياسة التعليمية مدعوون اليوم إلى تبني منهجية يوسف عليه السلام نفسه لما قال للعزيز: “اجعلني على خزائن الأرض، إني حفيظ عليم”.

1 تعليق

  1. السلام عليكم.
    مفيدة وشاملة، بارك الله فيك.
    مدونة مليئة بالمعرفة. جزاك الله خير. انا احبك جدا، جدا، جدا.

    شكرا لكم.
    مصعب النجار.

اترك تعليقاً