لقد وقعنا في الفخ

لله ذر الأستاذ حسن. بكلمات بسيطة استطاع أن يلفت انتباهي إلى معان لم أنتبه إليها من قبل(انظر الحوار هنا) . يحدث هذا مرارا، ترى آية كريمة أو حديثا شريفا وكأنك تقرأه لأول مرة في حياتك.

بمجرد أن نقلت إليه عبارة “شقائق الرجال” بادرني بالجواب المختصر الذي اختزل كل شيء: “نعم شقائق ولسن أندادا” . وبسرعة أدركت ما يقصده وكأنه عدل بوصلة ما في داخلي كانت مختلة.

كلمة شقائق تتضمن المعاني كلها التي ظل المدافعون عن المرأة يتعبون من أجلها مع فضل زائد للرجل والمرأة معا. فهي تعني المناصفة، لكنها أكبر من مجرد المناصفة. وهي تعني المساواة، لكنها أوسع من المساواة.

وعلى التو، كنت أخرج بذهني من منطق إلى منطق ومن مقاربة إلى واحدة أخرى مغايرة تماما

تعودنا أن يثار موضوع المرأة لنا بمنطق الدفاع والهجوم وبمقاربة الندية والمواجهة والمنازعة والصراع، فإذا بكلمات السي حسن تنسف ذلك كله نسفا. وتدعو، بدل ذلك، إلى مقاربة المودة والرحمة وستر العيوب.

بعد توديع السي حسن والعودة إلى البيت، كان فضولي قد ازداد، أو لنقل أن الأستاذ نجح في استفزازي في سبيل الله. شرعت أتصفح وأقرأ آخر ما كتب في إعلام الغرب عن الموضوع. واكتشفت أنه في عامنا هذا ما تزال النساء يشتكين التمييز والحيف والإقصاء، وهذا ليس مجرد كلام للترويج الإعلامي، بل يستدل عليه أصحابه بالمسندات والإحصائيات والبيانات.وهذا يعني أن ما يروجونه لنا لم يحقق لهم ما يجعلهم راضين تمام الرضا عن وضع المرأة في مجتمعاتهم.

وقرأت أيضا ما كتب وشاهدت بعض ما نشر في موضوع المساواة في الميراث وحرية الأجساد، فاكتشفت أننا نقع في الفخ نفسه كل مرة، وهو نهج مقاربة الندية والمواجهة والمنازعة والصراع بدل منطق المودة والرحمة. وأن منهج الميراث كما أنزل في الدين ليس كما اختزلوه لنا في كلمة “حظ الأنثيين” أو توريث العم وأبنائه بالتعصيب، بل منهج مبني على مقاربة مختلفة تماما لم نتلقاها في المدارس، مقاربة الأرجح أن للأنثى فيها أكثر من حظ.

 وأدركت أننا “وقعنا في الفخ”، فخ المقاربات الخاطئة وبقيت اردد لنفسي بطريقة عادل إمام وهو يؤدي دور الممثل المبتدئ المرتبك: “لقد فشخنا في الشخ”.

اترك تعليقاً