احذفها ولك الأجر .لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي قلبت المعادلة الإعلامية، وخلقت مساحات للتأثير والتوعية. وقلبت أيضا المعادلة الاستخباراتية، وأعطت فرصة كبيرة لتبادل المعلومات وتشفيرها.
وكما حاولت كل السلطات في العالم توجيه الرأي العام من خلال السيطرة على الإعلام والتحكم فيه، تعمل الآن على توجيه الرأي العام من خلال الإعلام الجديد والتحكم فيه.
لكن الأمر يختلف
الإعلام القديم يسيره إعلاميون قلائل معروفون يسهل نسبيا ابتزازهم، وشراؤهم والضغط عليهم (نسبيا).
الإعلام الجديد بيد الأفراد !!!!كل واحد له هاتف أو لوحة أصبح إعلاميا ،! وبالتالي المعادلة اختلفت، والتحدي تغير، والمعالجة اتخذت أدوات جديدة.
* الفكرة الأولى التي يحاول المسيطرون استغلالها هي: ملء الفضاء. يعني إذا كانت لدى كل فرد ساعة يومية يتعرض فيها للإعلام الجديد، يجب أن “نملأ” الساعة هذه بما يناسبهم ويخدم توجههم.
* الفكرة الثانية هي طريقة انتشار الوباء. يعني تقنية انتقال الفيروس بين العموم. يكفي أن ننقل العدوى إلى مجموعة أولى، ويتكلف كل فرد من المجموعة بنقلها إلى مائة شخص من معارفه، وكل من أصابته العدوى ينقلها إلى الآخرين، وهكذا ينتشر الوباء !!! يعني أنت الفرد الإعلامي الجديد تصبح حاملا للفيروس وناقلا له !!! وتفنن المحترفون في كيفية إنتاج المحتوى الفيروسي الذي ينتشر من تلقاء نفسه بواسطتنا نحن. هنا الخطورة !
يعني بدل أن تصبح فردا إعلاميا فاعلا، تصبح ناقلا لمختلف الفيروسات لصالح أطراف أخرى.
إذن هناك استراتيجيتان: ملء الفضاء، والانتشار الوبائي.
نتوصل جميعا وبوثيرة متزايدة برسائل ومحتويات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن أشكالا متنوعة من المحتويات، من النكت والكاريكاتير، إلى الوعظ الديني، إلى الرسائل التي تدعوك لزلزلة الأعداء بالصلاة على رسول الله، إلى المقالات السياسية… ومن بين هذه المحتويات، رسائل يترك أصحابها في الأسفل دعوة إلى التداول والمشاركة والنشر على أوسع نطاق حيث يكتبون لك العبارة الشهيرة: “انشرها ولك الأجر”. وربما تأتي العبارة بصيغة الوعيد: ” إذا لم تنشرها فاعلم أن الشيطان هو الذي منعك”. لكن أنت لا تدري إن كان المرسل حاملا للفيروس الوبائي وينقله إليك. ولذلك وجب الحذر من مشاركة كل ما يصلنا عبر هذه المحتويات والتحفظ كثيرا قبل إعادة إرسالها للآخرين. ولعل الأفضل في كثير من الحالات هو أن تحذف تلك المحتويات المضرة من هاتفك، وتكون قد نلت الأجر في نفسك ولم تؤذ من حولك وعملت بنصيحة “احذفها ولك الأجر”