الفايد استفز علماء الشريعة استفزازا كبيرا. وفي هذا لم يخطئ في اعتقادي.

الفايد لم يخطئ، لكنه لم يصب

الفايد لم يخطئ، لكنه لم يصب

الفايد استفز علماء الشريعة استفزازا كبيرا. وفي هذا لم يخطئ في اعتقادي.

فالعلماء لم يقوموا بواجبهم بشكل عام، وما حالة الأمة من حيث ضعف الإيمان، وتراجع القيم إلا دليل على ذلك.

انغمس جل العلماء في أمور ثانوية، ووقع بعضهم في فخاخ نصبها لم الخصوم، وانشغل بعضهم بما لا ينفع الناس.

نسوا أن الإسلام جاء ليخلص الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. ونسوا أن وظيفتهم هو القيام بهذه المهمة.

فهادنوا العباد من ذوي السلطة والنفوذ.

وسكتوا عن الحق.

ولم يناصروا الضعيف والمظلوم.

بل بعضهم، صوغ النصوص والتأويلات من أجل خدمة الظالمين والمستبدين.

كثيرون يأخذون مرتبات ويحتلون مناصب في أسلاك الحكومة، ويفرحون بالتحويل القادم لحسابهم في نهاية الشهر.

الخصوم يضعون الاستراتيجيات، ويجيشون الجيوش الفكرية لمحاربة ديننا وقيمنا، يجمعون الأموال، ويصدرون البرامج من هيأة الأمم المتحدة. يستصدرون معاهدات دولية تخدم توجههم ذلك، ويضغطون على حكوماتنا كي توقعها.

وعندما توقع حكوماتنا، تطلب منهم الهيأة أن ينزلوا تطبيق بنود المعاهدة الدولية تلك على قوانيننا الداخلية، وبرامج تعليم أبنائنا.

وقد نجحوا في ذلك، ووصلوا إلى مدارسنا وإعلامنا، وإنتاجنا الفني. وصلوا إلى عقر بيوتنا، سمموا نساءنا ورجالنا وسمموا أبناءنا.

وعلماؤنا، أيقظهم الله من غفلتهم، ينصحوننا “ردوا بالكم وحضيوا ولادكم!”، بهذه البساطة، بل بهذه السذاجة.

لذلك قلت إن الفايد لم يخطئ في استفزاز العلماء.
لكنه بالمقابل لم يصب.

الفايد جعل علوم الشريعة مقابل علوم الدنيا الأخرى، والتكنولوجيا.

وهنا نسأل:

هل الذين أقاموا الإسلام في بدايته هم من علماء الشريعة؟

الجواب هو النفي، لأن تلك العلوم لم تكن موجودة أصلا.

وهل بالمقابل من أقاموا الإسلام ودولة الإسلام هم علماء العلوم الطبيعية، والهندسة والرياضيات والفيزياء؟
الجواب هو النفي.

الذين أقاموا الإسلام في نهضته، وأوصلوه لما وصل إليه هم “رجال صادقون” فقط لا غير.

آمنوا بالدعوة، وآمنوا بالرسالة، وحملوها على أكتافهم، وضحوا في سبيل ذلك بأنفسهم وأموالهم وأولادهم.
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، صدعوا بكلمة الحق وما بدلوا تبديلا.

آل ياسر، وحمزة، وأبو بكر، وخديجة، وعلي وعمر ومصعب ومعاذ والخباب وخالد وصهيب…. أولئك اختاروا أن يكونوا على دين محمد صلى الله عليه وسلم، وفدوا ذلك بكل ما لديهم.

هذه طينة الذين يحملون راية الإسلام. ليسوا بعلماء الفقه، ولا بعلماء الدنيا.

 

محمد فايد بلمحجوب هو خبير تغذية مغربي من مواليد سنة 1955 في أولاد سعيد بسطات. عُرف من خلال برنامج «نخل ورمان» الذي كان يُبثّ على قناة السادسة المغربية، وأيضا عبر محاضراته التي يقدمها بخصوص التغذية.

اقرأ المزيد:

10 خطوات لبناء حياة هادفة وناجحة

افضل كتب تطوير الذات ودورات تطوير الذات : قائمة شاملة

حقيقة تطوير الذات: الصدق أم الأسطورة؟

من ايجابيات الثقة بالنفس – إيجابيات وسلبيات محاسبة النفس

اترك تعليقاً